pregnancy

.

.

صارح نفسك: هل مهنتك الحالية هي الأفضل لك بالفعل؟



تعتبر المهنة معرفا اساسيا لاي انسان و تقدم نفسك من خلالها كلما تعرفت الى شخص جديد و احيانا قبل اسمك حتى فتقول ” المحامي فلان، او المهندس فلان “
فهي جزء اساسي من تعريفك لنفسك و تعريف الاخرين لك وهي اول ما يذكر عندما تقدم اصدقائك الى الاخرين او تذكر احدهم بآخر، فلا يخفى على احد اهمية المهنة او اختيار فرع الدراسة و تاثيره الاساسي على شخصيتك و حياتك و نظرتك للحياة و نظرة الاخرين لك.
تكتسب المهنة اهميتها ايضا من التصاقها بك احيانا طوال حياتك و كثيرا ما يصعب على الانسان تغيير مهنته او دراسته بعد البدء بها و تزداد الصعوبة مع تقدمه في العمر و تحدد مهنتك في كثير من الاحيان نمط حياتك المستقبلي من ساعات العمل و ظروفه الى اختيار مكان الاقامة و تتدخل حتى في علاقتك مع عائلتك و تسمح لك او تمنعك من قضاء وقت كاف معهم.
يكون من المؤلم و الحال هذا ان كثيرا من الشباب خصوصا في عالمنا العربي يقضي وقتا اطول في اختيار الكمبيوتر او الموبايل من ذلك الذي يقضيه في اختيار مهنة عمره، يساعده على ذلك نظام تعليمي متخلف ابتليت به كثيرٌ من دولنا بالعربية بالاضافة لمنظومة قيم اجتماعية توحد الاهداف عند الناس مهما اختلفوا فتجد جيلا كاملا من الاطفال يريد ان يصبح “دكتور” حتى قبل ان يعرف معنى الكلمة.
فما هي اذا مهنتك الحالية او المستقبلية؟ و كيف تحدد اذا كانت هي الافضل لك ام لا؟ من الطبيعي ان الابحاث و اختلاف وجهات النظر في هذا المجال اكبر من تتسع لمقال صغير و لكن من البديهي ان تحقق مهنتك شروطا اساسيا مهما اختلفت شخصيتك و اهدافك..
اما من الناحية المادية و الاجتماعية فهذا الموضوع شخصي بامتياز و اهمية المال او المكانة الاجتماعية تتفاوت من شخص الى اخر و ان كانت تشكل حافزا رئيسيا لدى كل الناس في اي مهنة يختارونها ، اما الشروط التي نتحدث عنها اليوم فهي مختلفة و لكنها قد تزيد اهمية عن المال او المكانة الاجتماعية برأي الكثيرين.
خطواتك العملية لرسم خطة مهنية تصل بها لطريق النجاح

ما هي المهنة المناسبة لي؟

yy2
#اول تلك الشروط هي الرغبة فلا يمكن لشخص مهما امتلك من الارادة ان ينجح في عمله ناهيك عن ان يبدع فيه اذا كان لا يحب او يتقبل على الاقل ما يقوم به من عمل ، كما لا يمكن لرجل ان يعيش حياة زوجية ناجحة مع زوجة يكرهها و يمقتها و العكس صحيح..
الناس التي تكره اعمالها لا تجد اي دافع لمغادرة السرير صباحا ولا تملك هدفا يدفعها الى زيادة عملها او تحسينه او الابداع فيه ما لم يكن لذلك مردود مادي مباشر(يصبح فيها احسان العمل نوعا من الاستجابة الشرطية لا رغبة أو قرارا ً). إن أقصى ما يستطيع فعله العامل في حالة كهذه هو ان يتحول الى آلةٍ تعمل دون تفكير او احساس لان التفكير او الاحساس بعمله لا يجلب له الا المشاعر السلبية و الاكتئاب.
تأمل معي هذه الدراسة التي اجرتها في الولايات المتحدة (المعهد الوطني للسلامة و الصحة الوظيفية) (NIOSH) عن المهن التي ينزع اصحابها الى الاكتئاب المرضي و الافكار الانتحارية او الانتحار اكثر من غيرها فكانت النتائج كما يلي ( 1. الاطباء ، 2. أطباء الاسنان ، 3.ضباط الشرطة ….6. تجار العقارات ، 8. المحامين.10. الصيادلة)
6 من اصل المهن العشر الاكثر ميلا للانتحار هي مهن تتمتع بمكانة مالية و اجتماعية مرتفعة جدا في الولايات المتحدة و يحصل سابقو الذكر على رواتب يحلم بها اي أمريكي آخر و يتمتعون احيانا (كالاطباء و الضباط و المحامين) بهالة من الاحترام من قبل الاخرين.
ما يكون اذا السبب وراء اكتئابهم ، معظم هؤلاء هم اناس دفعو من قبل المجتمع ليمتهنو هذه المهن طمعا في المكانة الاقتصادية و الاجتماعية و لكن الضغوط العالية التي يعاني منها هؤلاء ( الاطباء و رجال الشرطة كمثال واضح) تؤثر بشكل سلبي على نفسيتهم..
ومن ثم فان احتمال وجود مشاكل اخرى في حياتهم او كرههم للعمل الذي يقومون به يتضخم تحت هذا الضغط النفسي و ينتهي بهم الامر على هذه القائمة و من الصحيح ان هذه الدراسة ليست مثالية لانها لا تاخذ كل الظروف الحياتية في الحسبان ولكنها كافية للمقارنة من حيث المهنة فقط ، لذلك فان اختيار المهنة بناء على الدخل المادي المتوقع او المكانة الاجتماعية فقط هي الخطأ الاكبر الذي يقع به اكثر الشباب في ايامنا هذه.
متى يجب أن تترك وظيفتك؟ 5 أشياء تنبئك بأنه الوقت المناسب
#الشرط الثاني في اختيار المهنة ان تكون المهنة ممكنة من حيث امتلاكك القدرات الجسدية و الظروف الملائمة لدراستها او امتهانها  و الواقعية هذه مسؤولية النضوج التدريجي لافكار الانسان مع سنوات البلوغ و حتى بداية الشباب و التربية السليمة خصوصا في المدارس.
ومن عيوب التعليم في بلداننا انه لا يعطيك نافذة الى اي مجال قبل الدخول فيه فيصبح لزاما على الشخص ان يقوم بمهمة البحث بنفسه و من المفيد ان يتحدث الطالب الى اشخاص يمارسون المهنة التي يريدها او يقضي بعض الوقت معهم في العمل ان كان ذلك ممكنا و سيساعدك ذلك بشكل كبير على التمييز بين هواياتك و رغبتك الوظيفية حين يلتبس عليك الامر.
قكثير من الوظائف التي قد تبدو لك مملة او سيئة تعطي اصحابها من السعادة اضعاف ما تفعل الوظائف التي تملك شعبية اكبر ، على سبيل المثال مجلة فوربس صنفت اكثر خمس مهن ارضاءً لاصحابها كما يلي ( 1. مدير مدرسة ، 2. الطباخ ، 3. مسؤول الاقراض (مسؤول عن الموافقة على القروض في البنوك ) 4. مهندسي الالات ، 5 . باحث علمي) ..
و الجدير بالذكر ان 4 من اكثر عشرة مهن تجلب السعادة كانت في مجال المعلوماتية و الحواسب ( و هي مجالات تتميز بان اغلب من يمارسها هم من محبيها بالاضافة لكونها لا تسبب ضغوطا نفسية كبيرة).
#و المهنة، اي مهنة سواء ارتكزت على علم ام على حرفة ستضع الكثيرمن المطبات في طريقك نحو النجاح و عليك ان تتجاوزها لكي تنجح ، و في هذا الطريق عليك ان تتحلى بشيئين اثنين هدف تتطلع اليه قابل للتحقيق و الزيادة ( اريد ان اصبح المبرمج الاهم في بلدي ) و دافع من داخلك يذكرك دوما بان ما تفعله يستحق التضحية التي تقوم بها ( انا اعمل مبرمجا لان الناس بحاجة الى البرامج التي اصممها لتجعل حياتهم اسهل ).
ثم ان هدفك يجب ان يخدم قضية سامية لديك فلا يمكن لشخص يعتبر الروايات (طق حنك) ان يصبح روائيا محترفا لو امتلك الموهبة و لا يمكن لاخر يؤمن بأن البشرية يجب ان تعتمد على الطاقة النظيفة ان يبدع في هندسة النفط .

كيف اختار بين مهنتين في نفس المجال؟

ttt
لعل اكثر الطرق عملية في المقارنة بين المهن ما يدعى بالـ “مؤشرات” (index) و الذي يتكون عادة من عدة متغيرات نقوم بجمعها في متغير واحد فعندما يريد عالم للاجتماع ان يقيس مستوى السعادة في بلد ما فعليه قياس معدلات الانتحار و الجريمة و الهجرة و الطلاق.. الخ
مثلاَ ثم يقوم بجمع تلك المتغيرات في مؤشر واحد للسعادة و يقارن بين هذه المؤشرات في بلدان مختلفة . بالمثل يمكن التعامل مع موضوع المهن فعليك ان تقارن بينها في عدة مجالات و من ثم ان تحدد ايها اكثر مناسبة فلعلك تهوى الرسم ولكنه لا يمثل خيارا منطقيا بالنسبة لك بينما تمثل الهندسة المعمارية و التي تحبها ايضا خيارا اقل في الرغبة ولكنه اعظم  من ناحية الواقعية و الهدف و الدافع.
و من الخطأ ان يجعل الانسان رغبته وحدها مرتكزا في اختياره لعمله او دراسته كما من الخطأ ان يجعل الواقعية مرتكزا وحيدا ايضا ، او ان يجعل المستوى الاقتصادي او الاجتماعي مرتكزا وحيدا كما في مجتمعنا حيث يشكل المستوى الاقتصادي أو الاجتماعي المرتكز الوحيد تقريبا لاختيار المهن لدى شريحة واسعه من الناس.
لهذه الأسباب عليك التحول من موظف إلى رائد أعمال الآن !

ماذا لو؟

اخيرا عليك ان اتعلم انه لا يمكن للانسان ان يتخذ اي قرار في حياته دون المخاطرة بشيء ما ، الشعور بالخطر و الخوف من المستقبل يضعف ثقة الانسان بنفسه و يهزها و يقوم بتضخيم المخاوف و يركز على على المشاعر السلبية عند اي شخص فيجعله عرضة للضغوطات..
على العكس فان تحجيم المخاوف عن طريق الاستعداد لاتخاذ المخاطرة بعد دراسة الخيارات و تحديد المناسب منها بشكل عقلاني و موضوعي يزيد الثقة بالنفس و يساعد على اتخاذ القرارات المفصلية في الحياة.خصوصا ان كثيرا منا يختار مهنته في عمر صغير نسبيا و في بداية مرحلة الشباب ( 17-20 ) وغالبا ما يعاني الشباب في ذلك العمر من ثقة محدودة بخياراتهم و تعريف ضعيف او ناقص لانفسهم لا يساعدهم على اتخاذ القرارات بشكل واثق و مستقل ، و من هنا تاتي اهمية الدعم المعنوي من قبل الاهل و النظام التعليمي لقرارات الشاب بدلا من توجيهه.




المصدر اراجيك
شكرا لتعليقك